قصة معجزة مارجرجس والمرسيدس: استجابة سريعة في زمننا الحديث
في خضمّ ضغوط الحياة واحتياجات الأبناء التي لا تنتهي، كيف يمكن لصرخة قلب أم يائسة أن تجد استجابتها؟ هذه ليست مجرد قصة، بل هي معجزة حية ترينا كيف أن شفاعة القديسين تتخطى حدود الزمان والمكان، وكيف أن أمير الشهداء الروماني يمكن أن يترك حصانه الأبيض للحظة، ويأتي للمساعدة بأكثر الطرق عصرية وغير متوقعة.
دموع في الشارع وصلاة من القلب
تبدأ قصتنا مع سيدة بسيطة أنهكها ضيق الحال. كانت مهمومة وحزينة، فالمدارس على الأبواب وأطفالها بحاجة إلى ملابس وكتب ومصروفات، وهي لا تملك شيئًا. كانت تسير في الشارع وقلبها يعتصره الألم، ودموعها تمتزج بصلواتها الحارة التي رفعتها إلى شفيعها المحبوب، متوسلة بسرعة استجابته: "يا شهيد يا مارجرجس، أرجوك تدخل!".
استجابة غير متوقعة: ظهور سيارة المرسيدس
وفجأة، وفي لحظة لم تتوقعها، توقفت بجانبها سيارة مرسيدس سوداء لامعة. نزل زجاجها، وسألها سائقها بصوتٍ هادئ: "لماذا تبكين يا سيدتي؟". بحرقة قلب، قصّت عليه مأساتها. فما كان منه إلا أن ابتسم وقال: "لا تبكي، اركبي معي. سأتكفل أنا بشراء كل ما يحتاجه أولادك من ملابس وكتب، وسأدفع مصاريفهم."
وبالفعل، أخذها إلى المتاجر واشترى للأطفال كل ما يحتاجونه، بسخاء وحب. وبعد أن انتهوا، سألها: "إلى أين أوصلك الآن؟". أجابته بفرح غامر: "من فضلك، أوصلني إلى كنيسة مارجرجس في سبورتنج، أريد أن أشكره". نظر إليها الرجل باستغراب وسأل: "ومن هو هذا الذي ستشكرينه؟". ردت ببساطة وإيمان: "سأشكر مارجرجس، فهو الذي أرسلك لي."
كشف الهوية: "اسمي جرجس... من رومانيا"
وفي طريقهما إلى الكنيسة، خطر ببالها أن تسأله عن اسمه، فقالت: "لم أسألك يا سيدي، ما هو اسمك؟". فأجابها بهدوء: "اسمي جرجس". تهلل وجه السيدة فرحًا وقالت: "يا للروعة! أنت تحمل اسم شفيعي! من أين أنت يا أستاذ جرجس؟". أجابها بنفس الهدوء: "أنا من رومانيا". لم تفهم السيدة، ببساطتها، المعنى العميق وراء هذه المعلومة (نسبة إلى مارجرجس الروماني)، لكنها فرحت بهذه الصدفة الجميلة.
فهم المعجزة في الكنيسة: "مارجرجس غيّر الحصان!"
عندما وصلت إلى دير مارجرجس، ودّعت الرجل وشكرته، ثم دخلت الكنيسة وأشعلت شمعة وهي تبكي، ولكن هذه المرة كانت دموع الفرح والشكر. لاحظها الأب الكاهن، فاقترب منها وسألها عن سبب بكائها. حكت له القصة بتفاصيلها. وما أن انتهت، حتى اتسعت عينا الكاهن وصرخ بفرح وهو يركض إلى كاهن آخر في الكنيسة: "الحق يا أبونا! مارجرجس غيّر الحصان وركب مرسيدس!". في البداية، ظن الأب الآخر أنه يمزح، لكن عندما فهم القصة كاملة، امتلأ قلبه بالذهول ومجّد الله على عظمته وسرعة استجابة قديسيه.
حقاً، إنها معجزة تملأ القلب إيماناً بأن شفاعة القديسين حية وفعالة، وهم معنا في كل زمان ومكان. بركة صلوات أمير الشهداء مارجرجس فلتكن معنا جميعًا. آمين.
شاهد معجزة مارجرجس حين ترك الحصان وركب المرسيدس في هذا الفيديو الرائع:
إذا أعجبتك القصة، لا تنسَ الاشتراك في قناتنا على يوتيوب ليصلك كل جديد من قصص القديسين والمعجزات. اشترك الآن وكن جزءًا من مجتمعنا الروحي.

تعليقات
إرسال تعليق